
مصعب عوض محمد خير
الحل في الانتاج – هذه اكثر عبارة ستجد عليها إجماع بين الناس حينما يتناقشون في شأن الاقتصاد وتستخدم كخاتمة او تلخيص او حتي جملة اعتراضية ، وهي عبارة عوام بامتياز والعوام ليس مقصود بهم البسطاء او الجهلاء وانما غير اهل الاختصاص يتساوي في ذلك اصحابنا المهندسين😜 والكمسنجية.
العبارة فيها تبسيط مخل فالاقتصاد يمشي علي ساقين عرض وطلب الاقتصاديين قد يختلفون في أيهم يجب ان يقدم ويعطي الاولوية فينقسمون لمدرسة جانب الطلب او الكينزيين وانصار مدرسة العرض الليبراليين وفي الحالتين يتفقون علي ان الجانبين العرض والطلب هما جناحين لا يحلق اي اقتصاد بدونهما ، اما رجل الشارع العادي فيقول عبارته تلك الحل في الانتاج ولا يري غير ذلك شي.
أعيد تكرار ما سبق ان عبرت عنه انا أعتقد اننا في مرحلة تعافي ما بعد الحرب سيسعفنا النمو الاقتصادي المعزز بالطلب demand led growth ثم يتبعه لاحقا دفعة من جانب العرض والانتاج وهذا أساس مقترحي للبرنامج الثلاثي الذي سبق ان اقترحته والذي يركز علي زيادة الدخل وخلق الوظائف قصيرة الاجل بالتوسع في الانفاق علي أعمال الترميم والصيانة وتهيئة البنية التحتية الأساسية خلال عام ثم البناء عليه بالسعي لزيادة الانتاج في العامين الذين يليانه ومواكبة ذلك بالتركيز علي زيادة انتاج الطاقة وتعزيز قدرات النقل واللوجستيات ويتزامن معه في جانب السياسات استهداف تحقيق الاستقرار النقدي والمالي ثم التعويل بعدها علي النمو والاصلاح الهيكلي .
بعيدا عن ترتيب اسبقية سحبة الطلب ام دفعة الانتاج انا بتقديري ان تعزيز الطلب وتعميقه مهم للغاية وعنده أثر مشابه لزيادة الصادرات “وهذه عبارة تحتاج لتفكيك ” وانا هنا اتحدث عن تعميق الطلب عن طريق رفع المعايير الحياتية ، ان تصبح التوقعات لتوفر الخدمات الأساسية أعلي والجودة المتوقعة لهذه الخدمات والسلع مثل الطعام والالبسة والاثاثات اعلي ايضا، ينتج عن هذا الانتقال من الطلب المحلي البسيط للطلب المركب والمتنوع ، هذا يفرز بيئة مشجعة للاستثمار والانتاج ؤ نأمل اي يسهم احتكاك اعداد كبيرة من السودانيين بمجتمعات خارج السودان ابان النزوح بسبب الحرب في احداث دفعة في هذا الجانب، كما ان صعود عدد من مدن الولايات خلال الحرب كمراكز حضرية تقوم مكان الخرطوم اتوقع ان يكون عامل معزز فنموذج المدينة الريفية الذي تميزت به عدد من المدن اعتقد سيتقهقر لصالح نسخة اكثر حضرية ومدينية
التركيز علي الانتاج دون التفكير في جانب الطلب كما ونوعا تفكير قاصر
ختاما اذكر نفسي و كل صاحب مهنة أو فن أن يعود نفسه علي تمرين مهم ألا وهو الخروج من ضجيج اليوميات والاحداث والنظر بعين الصقر من أعلي للمشهد بكلياته بين الفينة والأخري ، والاقتصاديين احوج الناس لهذا



